كارثة هيروشيما و ناغازاكي



السادس من آب/ اغسطس من العام 45 من القرن الماضي تاريخ لن ينساه اليابانيون و الانسانية جمعاء، في هذا التاريخ قامت قاذفة اميركية من طراز بي 29 تحمل اسم "اينولا غاي" بالتحليق فوق سماء المدينة قبل ان تلقي عليها قنبلة يورانيوم بقوة تدميرية تعادل 16كيلو طن من مادة  ال"تي ان تي" لتحصد حياة اكثر من 140 الف شخص.
بعدها بثلاثة ايام القت قاذفة اميركية اخرى قنبلة بلوتونيوم على مدينة ناكازاكي الساحلية لتقتل 74 الف شخص وتأتي على الامبراطورية اليابانية التي استسلمت في 15 من آب (اغسطس) من العام نفسه.
وقالت احدى الناجيات من الكارثة النووية وهي تستحضر اللحظة: "رأيت الوضع الرهيب الذي اعقب القاء القنبلة، رأيت وجوها مشوهة واعضاء مقطعة، انها مشاهد لا يمكنني حقا وصفها بكلمات".
تعود أسباب قيام الولايات المتحدة بقصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي بالقنابل النووية إلى رفض تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام وكان نصه أن تستسلم اليابان استسلاما كاملا بدون أي شروط، إلا أن رئيس الوزراء الياباني سوزوكي رفض هذا التقرير وتجاهل المهلة التي حدَّدها إعلان بوتسدام. وبموجب الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس هاري ترومان، قامت الولايات المتحدة بإطلاق السلاح النووي الولد الصغير على مدينة هيروشيما (يوم الاثنين 27 شعبان عام 1364 هـ / الموافق 6 أغسطس عام 1945 م).
وقد تم اختيار هيروشيما ، التي تقع على بعد حوالي 500 ميل من طوكيو ، لتكون الهدف الأول والتي تشمل على 350،000 شخص . بعد وصول القاعدة الامريكية في جزيرة تينيان في المحيط الهادي ، مع أكثر من 9000 رطل من اليورانيوم للقنبلة 235 والتي كانت محملة بتعديل B-29 المعمد من إينولا جاي . اطلقت “ليتل بوي” في الساعة 8:15 صباحاً والتي فجرت نحو 2000 قدم فوق هيروشيما مع الانفجار الذي يعادل نحو 12-15،000 طن من مادة تي ان تي ، والتي عملت على تدمير خمسة ميل مربع من المدينة

فشل دمار هيروشيما في انتزاع الاستسلام الفوري لليابان ، حتى تم اطلاق القنبلة الثانية في يوم 9 أغسطس . وبدأت السحب الكثيفة فوق الهدف الرئيسي في مدينة كوكورا ، ناغازاكي ، حيث تم إسقاط قنبلة البلوتونيوم “فات مان” الساعة 11:02 من صباح ذلك اليوم . وكانت هذه القنبلة الأكثر قوة من تلك التي استخدمت في هيروشيما ، حيث تزن القنبلة ما يقرب من 10،000 رطلا ، والتي أطلقت لإحداث انفجار هائل بقوة 22 كيلوطن . كانت ناغازاكي تقع في الوديان الضيقة بين الجبال ، مما أحدث تدمير كبير إلى 2.6 ميل مربع 





(دمرت قنبلة هيروشيما المعروفة باسم "الصبي الصغيرة، إشارة إلى الرئيس الأمريكي روزفلت، مساحة قدرها 13 كيلومترا مربعا)



قتلت القنابل ما يصل إلى 140،000 شخص في هيروشيما، و80،000 في ناغازاكي بحلول نهاية عام 1945، حيث مات ما يقرب من نصف هذا الرقم في نفس اليوم الذي تمت فيه التفجيرات. ومن بين هؤلاء، مات 15-20 ٪ متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق، والصدمات، والحروق الإشعاعية، يضاعفها الأمراض، وسوء التغذيةوالتسمم الإشعاعي. ومنذ ذلك الحين، توفي عدد كبير بسبب سرطان الدم (231 حالة) والسرطانات الصلبة (334 حالة)، تأتي نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل. وكانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين
وبعد ستة أيام من تفجير القنبلة على ناغازاكي، في الخامس عشر من أغسطس، أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء. حيث وقعت وثيقة الاستسلام في الثاني من شهر سبتمبر، مما أنهي الحرب في المحيط الهادئ رسمياً، ومن ثم نهاية الحرب العالمية الثانية. كما وقعت ألمانيا وثيقة الاستسلام في السابع من مايو، مما أنهى الحرب في أوروبا. وجعلت التفجيرات اليابان تعتمد المباديء الثلاثة غير النووية بعد الحرب، والتي تمنع الأمة من التسلح النووي
المصادر :
 http://www.alalam.ir
http://www.bbc.com
http://www.almrsal.com
http://cdn.images.express.co.uk
https://ar.wikipedia.org




Share:

0 commentaires