في الثالث و العشرين من شهر أكتوبر للسنة الجارية، تكون قد مرت الذكرى 5 بعد المائة على استخدام الطائرة في الحروب
سنة 1911، حدث ذلك أثناء الحرب الإيطالية- التركية عندما
قام الطيار الإيطالي كارلو بيازا بالإقلاع بطائرته من ليبيا في 23 أكتوبر/تشرين
الأول عام 1911 لتقوم بالتحليق الاستطلاعي
فوق المواقع التركية ونقل المعلومات الاستطلاعية إلى قيادتها بواسطة جهاز لاسلكي.
وكان هذا التحليق أول استخدام حربي للطائرات في تاريخ الحروب والفن الحربي، كما أن
ذات الحرب شهدت أول قصف جوي في التاريخ بعد ذلك التاريخ بأسبوع؛ إذ قامت المناطيد
الإيطالية بإلقاء القنابل على قوات الخيالة العربية .
الكابتن بياتزا مع الطائرة Bleriot XI أثناء الحرب الإيطالية التركية - مصدر الصورة : "أصول القوات الجوية الإيطالية Le origini dell’Aeronautica Militare Italiana. "
كانت
تلك التجربة فاصلة في التاريخ الحربي، اذ
فتحت المجال نحو استراتيجيات حربية حديثة، و لا يمكن تخيل الحروب اليوم غير مدعومة
بسلاح الجو الذي تطور بسرعة مخيفة ليشمل أنواعا مختلفة من الأسلحة التي يخدم كل
منها هدفا معينا، حتى السلاح النووي، يعتمد في إيصاله إلى الهدف على الطائرات
الحربية، و ربما يمكننا القول أنه لم يكن ليكون حقا فعالا دونها.
المراقبة
والاستطلاع: أول استخدام
في وقت مبكر من الحرب، أدرك الاستراتيجيون
العسكريون أن الطائرات يمكن أن تكون مفيدة جدا للتجسس على تحركات القوات المعادية،
ولهذا وجدت طائرة الاستطلاع،
الوسيلة التي تستخدمها جميع
الاطراف في الحرب بدرجات متفاوتة، وقد لعبت
دورا متزايد الأهمية في تحقيق الانتصارات.
طائرة الاستطلاع فائقة السرعة طراز لوكهيد إس أر-71 بلاك بيرد
تطورت أشكال
الاستطلاع الجوي بالتدريج من طائرات بدائية يقوم الطيارين فيها بمحاولة رسم
تقديرات سريعة للموقف باستخدام الورق والأقلام، لتتجه نحو طائرات نفاثة فائقة
السرعة وواسعة المدى تحمل على أجنحتها كاميرات شديدة الدقة أثناء فترة الحرب
الباردة، بالإضافة طبعاً إلى أساطيل الأقمار الصناعية ذات نفس الهدف التي تم
إطلاقها تباعاً.
حالياً قد مضى
عهد الطائرات فائقة السرعة لتكلفتها العالية وأصبحت المسؤولية تقع بشكل رئيسي على
عاتق الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار لما لها من تفوق من ناحية الكلفة
والخسائر البشرية المحتملة.
طائرة استطلاع فائقة السرعة طراز يو أس أي أف أس آر-71
0 commentaires